أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إلى أنّ "منذ يومين، مرّت ذكرى الاستقلال حزينة، فارغة من معناها، لأنّ معظم اللّبنانيّين يشعرون بأنّ وطنهم يضيع واستقلالهم يتقهقر. لبنان مكبّل ضائع، بسبب النّزاعات والاختلافات والمصالح والتّدخّلات وعدم تطبيق الدّستور، وترك سدّة الرّئاسة خالية من رئيس هو بمثابة البوصلة والربّان".
ولفت، خلال ترؤّسه خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، إلى أنّ "الرّبّ قال: "مرتا مرتا أنت تهتمّين وتضطّربين لأجل أمور كثيرة، ولكن الحاجة إلى واحد. فاختارت مريم النّصيب الصّالح الّذي لن ينزع منها" (لو 10: 41)"، مركّزًا على أنّ "النّصيب الصّالح هو ما يجب طلبه. لذا على اللّبنانيّين ألّا يصرفوا أنظارهم عن الأمر الوحيد الّذي يحميهم، وهو وجود دولة قويّة عادلة، ديمقراطيّة، دولة الدّستور والقوانين، دولة العدالة والمساواة بين المواطنين، واحترام الحقوق والواجبات. دولة يتولّى جيشها القيام بواجباته، دون أن يشكّك به طرف أو ينتقده آخر".
وأوضح عودة أنّه "لكي تتحقّق هذه الدّولة، نحن بحاجة إلى رجال دولة يضعون مصلحة البلد فوق كلّ المصالح. نحن بحاجة إلى يقظة وطنيّة لنخلّص لبنان من الكارثة"، مؤكّدًا أنّ "إنقاذه وحمايته يبدآن بانتخاب رئيس يحمل صوت لبنان إلى العالم، وينتزع المبادرة من كلّ دخيل، ويعمل مع حكومته على تصويب الأوضاع وقيادة المفاوضات، ورسم خطّة الإنقاذ وبناء المؤسّسات وجمع اللّبنانيّين تحت كنف الدّولة الّتي وحدها تحمي أبناءها وتذود عنهم. لقد حان الوقت لوقف المقامرة بحياة اللّبنانيّين ومصير أبنائهم".
وشدّد على أنّه "حان وقت إنهاء المغامرة بهذا البلد من أجل أهداف لا تخصّه، وإيقاف آلة الموت والدّمار. حان وقت القرار الشّجاع يتّخذه الأمناء لهذا البلد، ويعملون على استرجاع الدّور، كي نستحقّ استقلالًا نحتفل به مرفوعي الرّأس، مرتاحي الضّمير. فلنتّكل على الله الّذي لا يخذل محبّيه، وعلى ذوي الضّمائر الحيّة والإرادة السّليمة".